أنت تفكر... إذن أنت كافر!
عربة التسوق فارغة!
مواصفات المنتج
- المؤلف: سلوى الوباني
- الناشر: مدارك
- تاريخ النشر: 2011
- الصفحات: 263
وصف المنتج
التساؤل الأساسي الذي يدور هذا الكتاب في محيطه، والذي كان يلحّ على الكاتبة الأردنية دائماً "هو لماذا تبدّل دور المبدع العربي من مؤثر في المجتمع إلى مشاهد؟". فتتناوله كموضوع يستدعي الكثير من الأسئلة التي تتعلق بوضع المبدع العربي الحالي وبالتحولات التي طرأت على دوره الذي كان واعداً بأهميته وتأثيره في تطور المجتمع، ثم تقّلص فجأة إلى دور مشاهد نتيجة تحول قيم هذا المجتمع وانعطاف حركته السياسية والاجتماعية، بانعطاف مركز السلطات فيه وبتنامي المفاهيم التي لا يمكن للمبدع بحق أو للمثقف الحقيقي مجاراتها.
أصبح هذا التعبير للصحافي أحمد بهاء الدين: "من مفارقات الزمن... أن يبتعد من يحق له الإقتراب.. وأن يسكت من يحق له الكلام"، بمثابة اختصار لوصف هذا العصر، فتستشهد به الكاتبة في بداية كتابها.
تقول في مقدمته: "ما أقدمه في هذا الكتاب قد لا يحيط بالقدر الكافي للوقوف على حقيقة هموم المبدع العربي بغض النظر اتفقنا أو اختلفنا مع أفكارهم، فهي نتاج تجربتهم، إلا أنها محاولة أولية شاركني بها على مدى سنوات مجموعة من الكتّاب والمثقفين في البحث والمعرفة من خلال تسجيل مشاركاتهم بإستطلاعات عديدة".
يتضمن كل فصل من فصول الكتاب الثلاثة، مجموعة من المقالات الجريئة التي لا تتوانى عن كشف الحقائق وتحليل ظواهرها. ففي الفصل الأول يجد القارئ: "مصائر بعض المثقفين.. المرض والانتحار"، وفيه تتحدث الكاتبة عن مصير هؤلاء الذين وان اختلفت آرائهم، "اتفقوا على أن الكلمة سواء من خلال المقال أو القصة أو الشعر لها أهميتها في نضالهم الفكري والسياسي والثقافي"، فجمعهم مصير واحد إما المرض أو الانتحار أو القتل.
تأخذ الكاتبة نماذج عن هؤلاء فتسميهم وتصّنفهم بحسب المرض النفسي والعضوي: الشاعر نجيب سرور، الشاعر صلاح جاهين، الصحفي أحمد بهاء الدين، المفكر عبد الله الفصيمي، الشاعر الجيلاني محمد طربيشان وعميد المسرح كاتب ياسين. ثم بحسب قيامهم بعملية الانتحار: الشاعر خليل حاوي، الأديب تيسير السبول، الشاعر قاسم جبارة. أما من الذين طالهم الإغتيال فتذكر: الكاتب غسان كنفاني، والرسام ناجي العلي.
في مقطع "أنت تفكر..إذن..أنت كافر!!"، تتحدث الكاتبة عن تكفير أكثر من 200 مبدع من الدول العربية، مما "اضطر بعضهم إلى ترك وطنهم والإقامة في المنفى هرباً من التطرف والإرهاب الفكري" الذي يمارس ضدهم. وفي "كرامة المبدع.. وتسول العلاج"، تتناول الكاتبة الوضع المخزي الذي يصل إليه عدد من المبدعين حين يضطرون إلى استجداء كلفة علاجهم الطبي من خلال لمّ التبرعات، في حين أن الدولة التي من المفروض أن يناط بها تأمين ذلك لهم، "تتجاهل المبدع في حياته وتقوم بتقديره بعد وفاته". يجد القارئ أيضاً بعض الأسماء لمبدعين دفعوا ثمن كلمتهم ومبادئهم معاناة إنسانية داخل قضبان السجون.
تتطرق الكاتبة في الفصل الثاني إلى تحليل مفهوم الرقابة على الانتاجات الثقافية ومنع التراخيص عن بعضها، فتعلّق على مضمونها وفحواها، كما تتطرق للحديث عن علاقة الثقافة بالإعلام وبانحطاط الذوق العام: "إلى أين سيذهب الإعلام العربي بنا وبمثقفينا.. الله أعلم!!". وتخصص الفصل الثالث لاستطلاع آراء عدد من المثقفين العرب حول عدد من القضايا والمواضيع الهامة المعاصرة والساخنة، وهي: الدين والإبداع .. هل يلتقيان؟، والعلاقة بين المبدع وسلوكه الشخصي، والدور الإعلامي للثقافة العربية الذي يتراوح بين التضخيم والتعتيم، والتساؤل حول الأدب العربي إن كان أدب تسجيل أم أدب تغيير وتفكير، وتختم بالتعليق على موضوع ظاهرة الجنس في الرواية العربية /السعودية، وبسؤال إن كانت مصر لا زالت تحتفظ بدورها الريادي الثقافي؟