الحبل السري

نبذة عن الكتاب:

"كانت لدي أمانة فسلمتهاء ووديعة فأوصلتهاء حان الوقت للحاق بطريق السابقين» الأولين» تظل هذه الديار في أمان ما حفظتم نسلي فيكم:

فإن جاء ابن الحرام؛ وما هو بابن حرامء ملك بيمينه السلطان وبيساره مشعل من نارء فتلك نار للحريق؛ فمن تدفاً بها احترق ومن نفخ.

فيها احترق ومن تجنبها فقد جانب الشرء ومن ألقى فيها عودأ فقد ألقى فيها ولدأء من منكم يلقي بولده إلى النار! عندما يطوي الزمان يأتيء

فذكروا أولادكم ليذكروا أولادهم قبل تمام المانة تأتيكم الأخبار بما تخشونه. هذا بلاغ سيّنسى وكلام سيطوىء وعندما يحين الوقت

ستدركون معنى كلاميء الحذر الحذر! البلاغ البلاغ1".

هذه النبوءة التي تطالعنا بها رواية محمد الطيب «الحبل السرّي» على لسان الشيخ جابر تجسد أسطورة متوارثة منذ الزمن البداني لسكان

"حلة جابر" تختفي وتعود في دورة أسطورية متكاملة تمثل الموت والإنبعاث والحذر حتى باتت قصة ترويها الأمهات لأبنانهن في ليالي

الصيف. وصارت كالأهزوجة تردد (ود الحرام إن أتىء ستحيون إلى متى). فمن هو ابن الحرام هذا الذي ملنت قصته الأفاق؟

هذا العالم الغيبي الذي يتحرك خلاله السرد يقابله عالم واقعيء يتمحور حول بطل الرواية "مبارك" الذي هو من نسل الشيخ جابر» والذي

يتقاأسم البطولة معه شخصيات اخرى تبدو متحولة من ماضٍ وضيع أو متواضصع إلى حاضر أفضل» وفي غمرة هذه الاجواء يرصد

الرواني عالمان منفصلان متوازيان حتى يصبحان عالمأ واحدأ عند "مبارك" الشاب الجامعي الذي غادر "حلة جابر"؛ جراء كذبة رواها

الأقدمون وعاشها هو بكل تفاصيلهاء وهذه الكذبة مفادها أن أمه "النقية" ولدته من عمهء فكانت هذه الحكاية بمثابة سيف قد وضع نصله

على عنقه؛ وثمناً دفعته أمه مقابل وعدٍ قطعه أباه على نفسه لعمه أن لا يفضح سرّه!

وهكذاء بعد أن كان اسم "مبارك" الطالب بالمستوى الثالث في كلية الاقتصادء المستقبل يفتح له ذراعيه. غدا مجرد مبارك ود النقية فقطء

الهارب من قدره إلى قدره؛ جاء إلى الجامعة فارأ فوجد المقدم بدر الدين عمر الإمام/ الرجل الأول في مكتب الأمن الطلابي في

انتظاره... يطلب منه أن يكون عينا لمكتب الأمن له داخل الجامعة يمدهم بما يحتاجونه من معلومات؛ وبما يدور داخل نشاط الطلاب

بشكل منتظمء وإذا رفض ستكون الفضيحة بانتظاره. واقع هذا الحال جعل من مبارك شخصية مأزومة تعيش صراعا بين عالمين عالم

الخير الذي بداخله وعالم الشر الذي ينتظره..