كوكب الكافيين

منذ عتبة العنوان الأولى «كوكب الكافيين» يدرك القارئ أن الروائي منصور الحمدان أراد به الإشارة الواضحة إلى أن روايته هذه قد

تحدث في أكثر من مدينة» وفي أكثر من بلد في الشرق الأوسط. ما يعني أنة مكان مركب يشكل فضاء روائيأ مناسبأ للأحداث التي تدور

فيه؛ ومكانأ ذا مضمون أيديولوجي يقظ يترك بصمته في الشخصيات التي تقطنه ويرسم مواقفها ومصائرها أيضاء والرواني يفعل ذلك من

خلال بطل الحكاية "الصحفي التائه" الذي نشأ في العاصمة في حيّ قديم مشرف على البحر وليس له منه الآ غرفة يقطنها فوق السطوح

تتوسط الأبراج العالية والفاخرة؛ له أراؤه وفلسفته الخاصة في كل ما يجري حوله في العمل والحياة ولذلك اختار أن يبتعد عن كوكب

الصحافة والإعلام حيث كان يعمل في "جريدة المحيط" ويختار حياة أخرى أكثر هدوءأ قوامها التخفي والتقية ونسيان الماضي بعد أن

عجز أن يغير شيناً.

وعبر هذا الخطاب يطرح الروائي الحمدان هموم وشجون الإعلام وغزو العالم الرقمي له وتأثيره على مصادر المعلومات والإعلانات

والرأي والرأي الآخر والنقد الساخر والنقد البناء "نهاية الرأي الأوحد" ثم المصادر المشبوهة للتمويل وتآثيرها على سياسة الجراند

وفقدان الجراند تراثها العريق وتقليل الصفحات والسير باتجاه الطبعة الألكترونية وغيرها من قضايا شائكة.

من أجواء الرواية نقرأ:

"... - عرفتك أيها المتخفي..

- برقوق الرسام يحفظ الملامح والخطوط الرئيسية.. ابتسم وآشعل سيجارأ وسألتة:

- أخبار الجريدة؟

- ضعوا صورتي في قسم التانهين..

- هل عرفت صاحب المازيراتي؟ إن المُعلن الرئيسء يدفع رواتبناء غاضب من رابح» وضع إعلان أحذية مخفضة بجائب صورة سيارته

الفاخرة.

- رابح لا يتوب.

- لقد طردوهء يبحثون عن موظفينء الدكتور صادق يريدك في قسم الإعلان.

- وهل يتذكرني؟

- يعرف كل شيء عنكء وأين تسكنء وأين تشرب قهوتك.

- كوكب صغير.

- إنة ينتظر جواباً..

- لا أعرف. لا جواب لديّ. سوف أسافر بعيداً في رحلة طويلة..

- لكل رحلة نهاية..

- و.. بداية..".